الخميس، 20 يناير 2011

أفكار حول الثورة الجارية الآن في تونس

يتجاوز ما يجري في تونس الآن كل التوقعات,فالثورة بصدد صنع تحول تاريخي عميق في آليات إدارة الشأن العام.وهي تكشف عن خلل في العلاقة بين الفكر و الممارسة في  تونس و بقية البلدان العربية.
أولا لم يخطر ببال أي مفكر أو سياسي في تونس أو غيرها أن يؤدي إحراق الشهيد البوعزيزي نفسه إلى إحراق النظام الدكتاتوري من قبل الشعب و بطريقة دراماتيكية سجل فيها الشعب انتصارات متتالية خلال جولات ثلاث  انتهت بفرار الدكتاتور و عائلته.
ثانيا لقد سارت الثورة في نسق تصاعدي  بدءا بالمطالبة بالتشغيل إلى المطالبة بتحسين المقدرة الشرائية وصولا إلى إسقاط رمز النظام الاستبدادي و آلياته السياسية و الفمعية.وهو أمر لم يستطع أحد أن يستشرف مساره المبهر.
ثالثا إن الثورة الآن بصدد قبر الحزب الحاكم حتى تستمر الدولة في بناء مؤسسات الديمقراطية عن طريق قوى سياسية مغايرة تتجاوز التصورات السياسية الموجودة حاليا بيمينها و يسارها و وسطها.كما أعتقد أن القوى السياسية ببرامجها المعروفة ليست قادرة على الاستجابة إلى متطلبات المرحلة المقبلة.فليس هناك في تونس حزب  ديمقراطي بالفعل .و الأحزاب الموجودة لا تدعو إلى الديمقراطية إلا من أجل الاستلاء على السلطة و ليس استجابة لطوحات من قام بالثورة.
رابعا ليس هناك مفكر واحد من تونس أو غيرها من البلدان العربية  نظر لثورة الشباب العاطل عن العمل في عصر الاتصالات الحديثة.