الأحد، 28 نوفمبر 2010

جدل حول الفلسفة العربية بجامعة الجزائر

الجزائر: في الملتقى الدولي السادس ليوم الفلسفة في الجزائر، والذي تناول موضوع الفلسفة وأسئلة الراهن، اتفق الأساتذة المشاركون على أن الفلسفة والتفلسف في الجزائر وفي العالم العربي أصبحا غير مرتبطين بالواقع، ولم تعد لهما صلة بهموم النا
وبحسب جريدة "الخبر" الجزائرية أثارت مداخلات الفترة الصباحية من اليوم الأول لملتقى الفلسفة في الجزائر، المنظم من قبل جامعة الجزائر بوزريعة بالتعاون مع قسم الفلسفة وتاريخها بجامعة وهران، ردود أفعال ونقاشا محتدمة .
وقد أثير النقاش والجدل عقب المحاضرة التي ألقاها د. أمين الزاوي حول موضوع الفلسفة واليومي، وقال فيها إن الفلسفة في الجزائر تعيش بعيدا عن هموم الناس، وطالب بضرورة إنزالها من عرش الفكر المجرد. وهو ما اعتبره الأستاذ محمد نور الدين جباب تحميلا للفلسفة لأكثر من طاقتها. واعتبر آخرون أن د. الزاوي لا يفرق بين الفلسفة وعلم الاجتماع عندما طالب الفلاسفة بالتمعن في الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب، ومن تحته الجينز، فتلك من مهام عالم الاجتماع.
وما قاله الزاوي وأثار النقاش والجدل، ردده د. عبد الرحمان بوقاف لكن بكثير من التمعن والتدقيق والابتعاد عن الاستفزاز، فكان رده على سؤال محاضرته المحوري: لماذا بقيت الفلسفة في العالم العربي حبيسة لغتها؟، بالبحث عن أسباب عدم قدرة الفلسفة على الخروج إلى الفضاء العمومي، وتحولها إلى موضوع نخبوي.
كما أرجع د. بوقاف ظاهرة عجز الفلسفة عن الخروج إلى الفضاء العمومي، لمسألة غياب النص المرجع. فالعالم العربي يعيش على وقع النص التراثي. وهذا الأخير ليس محل إجماع بل محل محاكمة وبالتالي فهو لا يصلح لأن يكون نصا منجزا. كما أضاف د. بوقاف إلى السببين المذكورين أعلاه مسألة عدم امتلاك المفكرين العرب لرؤية للعالم والتزام انطولوجي. وتحدث في الأخير عن مسألة الانقلابات الفكرية التي تعكس تذبذبا فكريا لا يخدم الفلسفة إطلاقا.
وبحسب "الخبر" تحدث د. بن مزيان بن شرقي عن عنصرية الحداثة الغربية، واستشهد بهيغل الذي كان يعتقد أن الأفارقة ليسوا أهل ثقافة. وأوضح بن مزيان أن فكرة التقدم في الغرب قامت على الإقصاء، مضيفا أن محاولات التجسير انتهت بالفشل، واستدل بكتابات أوزوالد شبينغلر، التي تقف عند نقيض ما توصل إليه صمويل هنتنغتون في السنوات الأخيرة. وأدت فكرة صدام الحضارات، حسب بن مزيان، إلى انتشار ثقافة المقاومة التي تحاول فرض ذاتها في عالم تغلب عليه محاولات الطمس الثقافي، وذلك باسم الرغبة في الاعتراف.